من معلقة طرفة

لخولة أطلال ببرقة ثهمد
تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
وقوفا بها صحبي علي مطيهم
يقولون: لا يهلك أسى و تجلد
وفي الحي أحوى ينفض المرد ، شادن
مظاهر سمطي لؤلؤ وزبرجد
ووجه كأن الشمس ألقت رداءها
عليه نقي اللون ، لم يتخدد
واني لأمضي الهم ، عند احتضاره
بعوجاء ، مرقال ،تروح وتغتدي
جنوح ، دفاق ، عندل ، ثم أفرع
لها كتفاها في معالى مصعد
على مثلها أمضي ، إذا قال صاحبي :
ألا ليتني أفديك منها و أفتدي !
وتضحي الجبال الغبر كأنها ،
من البعد حفت بالملاء المعضد
إذا القوم قالوا : من فتى ، خلت أنني
عنيت ، فلم أكسل ولم أتبلد
وإن يلتق الحي الجميع تلاقني
إلى ذروة البيت الرفيع المصمد
فإن تبغني ، في حلقة القوم ، تلقني
وإن تقتنصني ، في الحوانيت ، تصطد
وما زال تشرابي الخمور ولذتي
وبيعي وإنفاقي طريفي وملتدى
إلى أن تحامتني العشيرة كلها
و أفردت إفراد البعير المعبد
ألا أيها اللائمي أحضر الوغى
و أن أشهد اللذات ، هل أنت مخلدي
فإن كنت لا تستطيع دفع منيتي
فدعني أبادرها بما ملكت يدي
أرى العيش كنزا ناقصا ، كل ليلة
وما تنقص الايام و الدهر ينفد
كريم يروي نفسه في حياتيه
ستعلم إن متنا ، صدى أينا الصدي
أرى الموت يعتام الكرام و يصطفي
عقيلة مال الفاحش المتشدد
لعمرك ، إن الموت ما اخطأ الفتى
لكالطول المرخى ، وثنياه باليد
ستبدي لك الايام ما كنت جاهلا
ويأتيك بالاخبار من لم تزود